الأنبياء (عليهم السلام) وتربية الإنسان
قبل البحث في نظرة وخطاب عاشوراء للإمام الخميني (قدس سره) لابد من فهم خلفيات هذه النظرة وهذا الخطاب من حيث التفسير العقائدي لفهم حركة الإمام الحسين (عليه السلام) باعتباره حاملاً لإرث النبوات جميعاً[1].
يقول الإمام (قدس سره): "... فالإنسان لا يمكنه أن يدرك سوى علام الطبيعة وكلما ينظر بالمكبر والمجهر، فإن عالم ما وراء الطبيعة لا يشاهد بها، بل إنه بحاجة إلى معاني أخرى في العمل، وبما أن هذه العلاقات خافية على البشر، ولا يعلم بها إلا الباري جل وعلا، الذي خلق كل شيء، لذا فإن الوحي الإلهي ينزل على أشخاص وصلوا مرحلة الكمال ونالوا الكمالات المعنوية وفهموا، وتتحقق علاقة بينهم وبين عالم الوحي ويوحى إليهم، ويبعثوا لتربية الجانب الآخر من الإنسان فيأتون إلى الناس ليربوهم"[2].
وعن الهدف من بعثة الأنبياء يقول الإمام الخميني (قدس سره): "إن الهدف الذي بعث من أجله الأنبياء وجميع الأعمال الأخرى هي مقدمة له ألا وهو نشر التوحيد، ومعرفة الناس بالعالم ورؤيته كما هو لا بالشكل الذي ندركه وبذلوا جهودهم ليكون كل التهذيب والتعليم، وتنصب جميع الجهود لإنقاذ الناس من هذه الظلمة التي تسيطر على العالم إلى النور..."[3].
إذن بحسب الإمام الخميني (قدس سره) أن الهدف النهائي لجميع النبوات هو معرفة الله وإخراج الناس من ظلمات الجهل والجاهلية إلى النور نور المعرفة والعبودية لله وعن ذلك يقول (قدس سره): "إن جميع أهداف الأنبياء تعود إلى كلمة واحدة هي معرفة الله وكل شيء مقدمة لهذا الهدف".
[1] راجع زيارة وارث وغيرها من الزيارات الخاصة بالإمام الحسين في مفاتيح الجنان وأمثاله من الكتب المختصة.
[2] منهجية الثورة الإسلامية ص45.
[3] منهجية الثورة الإسلامية ص48 و49.
|