الثورات والانتفاضات في عهد الإمام عليه السلام |
الكتاب :
الإمام محمد الجواد عليه السلام سيرة و تاريخ | القسم :
مكتبة التاريخ و السيرة
|
|
الثورات والانتفاضات في عهد الاِمام عليه السلام
لم تزل الثورات العلوية والانتفاضات الشيعية ، منذ وضعت حرب الاِمام الحسين عليه السلام أوزارها ، تتأجج وتشتعل بين الحين والآخر كلّما سنحت لذلك فرصة ، وكلّما برز قائد ناهض . يساعد على ذلك؛ استمرار دور ____________ 1) إعلام الورى 2 : 101 ـ 105 . والاحتجاج : 2 : 469 ـ 477 | 322 الطبعة الاُولى المحققة 1413 هـ مثله . وذكر نحوه علي بن إبراهيم القمي في تفسيره 1 : 182 . والطبري في دلائل الاِمامة : 391 | 345 . والمفيد في الاختصاص : 98 طبع قم 1402 هـ . وابن الصباغ في الفصول المهمة : 267 ، وغيرها من المصادر .
(65) الاَئمة عليهم السلام وحركتهم التغييرية داخل الاُمّة أولاً؛ وثانياً : استمرارية تسلط الحكومة الجائرة الظالمة اللاشرعية على رقاب المسلمين ، وانتشار الفساد الاجتماعي والاداري والتعسف والجور .
وسنتناول هنا ما سجّله لنا التاريخ من ثورات أو انتفاضات انطلقت في عهد إمامة أبي جعفر الثاني عليه السلام . مع أن البعض من تلك الاَحداث وإن وقعت في حياته عليه السلام إلاّ أننا أعرضنا عن ذكرها؛ لئلاّ تطول بنا صحائف هذه الدراسة الموجزة؛ ولاَن تلك الحوادث كانت مما وقع في عهد ( إمامة ) الاِمام الرضا عليه السلام ؛ كثورة محمد بن إبراهيم بن طباطبا في الكوفة ، وما تلاها من مساجلات وحروب لقائده العسكري أبي السرايا السري بن منصور(1) . ثم انتفاضة اليمن بقيادة إبراهيم ابن الاِمام موسى بن جعفر عليه السلام ؛ وخروج محمد ابن الاِمام جعفر الصادق عليه السلام في المدينة المنورة (2) ؛ وانتفاضة الكوفة مرة اُخرى سنة ( 202 هـ ) بقيادة أبي عبدالله ابن منصور أخو أبي السرايا (3) . كما أن حركة حدثت بقيادة جعفر بن داود القمي سنة ( 214 هـ ) ذكرها الطبري في تاريخه (4) بشكل مقتضب ، ولم نعثر على تفاصيل تاريخية لهذه الحركة ، ولم نقف على ذكر لجعفر القمي هذا ، ومن يكون ؟
وتحت تأثير القسوة التي أبداها المأمون العباسي ، والدهاء الذي أظهره ، من خلال تسليم ولاية العهد للاِمام الرضا عليه السلام ، أصبحت الاَوضاع السياسية في حالة شبه مستقرة ، واستحالت الثورات وكل تحرك ضد سلطته القائمة ____________ 1) راجع مقاتل الطالبيين : 435 . 2) مقاتل الطالبيين : 438 . 3) راجع : تاريخ الطبري 8 : 558 . وتاريخ الإسلام | الذهبي 14 : 8 حوادث سنة 201 ـ 210 هـ . 4) تاريخ الطبري 8 : 622 .
(66) إلى رماد ، ولو أنه كان يخبئ تحته ناراً . .
ثم يخيّم وجوم . . ويسود صمت ( شيعي ـ علوي ) . . يدوم بضع سنين . . والناس في حيرة ووجل مما يفعله المأمون بابن الرضا عليه السلام ، فبين شاكٍّ ، ومصدِّق ، ومنتظر ما يؤول إليه الاَمر غداً ، وهو ما أراده المأمون من مناورة الاستدعاء للاِمام الجواد عليه السلام إلى بغداد ثم تزويجه من ابنته واسكانه بالقرب منه والجعجعة به . ويستمر هذا الحال والاِمام يمارس دور الاِمامة ومهامها الكبرى بأناة وتروٍّ ، حتى تحين سنة ( 207 هـ ) .
|