متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
خامسا : استخلاف عثمان
الكتاب : حقيقة الشيعة الاثني عشرية    |    القسم : مكتبة المُستبصرين
 

خامسا : استخلاف عثمان :

 

لما طعن الخليفة عمر ، قيل له استخلفت ، فقال : لو كان أبو عبيدة الجراح حيا لاستخلفته " ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيا لاستخلفته ، ثم قال لهم : " إن رجالا يقولون إن بيعة أبي بكر فلتة وقى الله شرها ، وإن بيعة عمر كانت عن غير مشورة ، والأمر بعدي شورى ) ( 1 )


قال : جعلت أمركم شورى إلى ستة نفر من المهاجرين الأولين ، حيث سماهم قائلا : " ادعوا لي عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ، فإذا اجتمع رأي أربعة ، فليتبع الاثنان الأربعة ، وإذا اجتمع رأي ثلاثة وثلاثة ، فاتبعوا رأي عبد الرحمن بن عوف فاسمعوا وأطيعوا . . . " ( 2 ) .

 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) تاريخ الطبري .

( 2 ) تاريخ الطبري . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 61

ومن الرواية أعلاه يظهر أن الخليفة عمر قد جعل الترشيح بيد عبد الرحمن بن عوف ، وهذه صورة ثالثة من صور الشورى التي يقولون بها ، وقد أمر الخليفة عمر عبد الرحمن بن عوف أن يشترط فيمن يبايع له العمل بسيرة الشيخين - أبو بكر وعمر - بالإضافة إلى العمل بكتاب الله وسنة نبيه .


وكما كان متوقعا ، فقد انقسم الستة إلى ثلاثين ومرشحين " فأما الثلاثة في الطرف الأول هم علي وطلحة والزبير ومرشحهم هو علي ، وأما الثلاثة في الطرف الآخر فكانوا سعد وعثمان وطلحة ومرشحهم هو عثمان .


وقد رفض الإمام علي عليه السلام شرط العمل بسيرة الشيخين حيث قال : " أعمل بكتاب الله وسنة نبيه واجتهادي " ( 1 ) بينما وافق عثمان على ذلك الشرط ، فآلت إليه الخلافة تبعا لذلك .


وقد أخرج البخاري جزءا من هذه الحادثة في صحيحه ، فبالرواية عن الحسور بن مخرمة قال : " طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل فضرب الباب حتى استيقظت فقال : أراك نائما ، فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكثير نوم ،

انطلق فادع لي الزبير وسعدا فدعوتهما له فشاورهما ثم دعاني فقال : ادع لي عليا فدعوته فناجاه حق أبهار الليل ، ثم قام علي من عنده وهو على طمع .

ثم قال : ادع لي عثمان ، فدعوته ، فناجاه حتى فرق بينهما المؤذن بالصبح ، فلما صلى بالناس الصبح واجتمع أولئك الرهط عند المنبر فأرسل إلى من كان حاضرا هن المهاجرين والأنصار وأرسل إلى أمراء الأجناد وكانوا وافوا تلك الحجة مع عمر

فلما اجتمعوا ، تشهد عبد الرحمن ثم قال : أما بعد ، يا علي إني قد نظرت في أمر الناس فلم أراهم يعدلون بعثمان ، فلا تجعلن على نفسك سبيلا .

فقال ( عثمان ) : أبايعك على سنة الله ورسوله والخليفتين من بعده ، فبايعه عبد الرحمن وبايعه الناس " ( 2 ) . وهكذا فإنه بوضع الخليفة عمر شرط قبول من يبايع له العمل بسيرة
 

 

* ( هامش ) *
( 1 )
خلفاء الرسول لخالد محمد خالد ص 272 ط الثامنة .

( 2 ) صحيح البخاري ج 9 ص 239 كتاب الأحكام باب كيف يبايع الإمام الناس . ( * )

 

 

حقيقة الشيعة الاثني عشرية - أسعد وحيد القاسم ص 62

الشيخان ، بجانب العمل بكتاب الله وسنة نبيه ، يكون قد قرر الخلافة لعثمان من حينه ، لأنه كان يعلم موقف الإمام علي عليه السلام من هذا الشرط بالإضافة إلى علمه بأن طلحة والزبير سيقفان في جانب علي لما عرف من موقفهما المؤيد له يوم السقيفة .

أضف إلى ذلك إعطاء عمر حق الترجيح إلى عبد الرحمن بن عوف ، ليتضح لك أي نوع من الشورى التي يزعمون ؟


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net