طريق الإصلاح:

طريق إصلاح الأفراد هو التسلط على أفكارهم والنفوذ إلى قلوبهم وإيجاد تحول روحي في نفوسهم، وتعتبر مجالس التبليغ الدينية من أحسن الوسائل التي نملكها إلى النفوذ في الأفكار والتسلط عليها، فإذا ما حاولنا الاستفادة منها بصورة صحيحة فستحل أكثر مشاكل الجيل الفعلية.

أما الطريق الآخر فهو المطبوعات التي لم نستفد منها بصورة كافية لحد الآن وربما كان الباعث على اغفال هذه الوسيلة وعدم الاستفادة منها هو توفر الوسيلة الأولى، وهذا خطأ محض لأن تأثير المجالس الدينية يختلف تماماً عن تأثير المطبوعات!.

إن عدد المثقفين يزداد يوماً بعد يومٍ، وقلما نجد ـ في هذا الوقت ـ من لا يقرأ ويكتب أو من لا يملك ثقافة عامة ولا يهتم بالمطبوعات، إذن نحن نستطيع بواسطة المطبوعات نشر الأفكار الاصلاحية والمعنوية بصورة مؤثرة بين كافة الأفراد والعوائل، فلماذا ـ والحالة هذه ـ نمتنع من الاستفادة من مثل هذه الوسيلة؟.

أفلا يخاطبنا القرآن بقوله: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن).[2]

إذن فليس هناك ما يدعو إلى عدم الاستفادة من مختلف أنواع الوسائل وخاصة من أجل ارشاد المجتمع وهدايته.

إن من مفاخرنا العظيمة هي إننا نشاهد الكتب الإسلامية تشكل رقماً كبيراً في كل مكتبة من مكتبات العالم، واستناداً إلى المقارنة التي قام بها المؤرخ الشهير "جرجي زيدان" بين مكتبات العصر الذهبي للتمدن الإسلامي والمكتبات الأوربية والأمريكية المهمة فإننا نجد بأن المكتبات الإسلامية أوسع وأضخم من كثير من المكتبات الفعلية للدول المتمدنة، فهو يقول:

كان يوجد في مكتبة "بيت الحكمة" في بغداد 4000000 كتاباً وكان يوجد في كل من مكتبة طرابلس في الشام المكتبة الملكيّة في القاهرة 3000000 كتاباً.

أفلا يجب ـ مع هذا الحال ـ أن تكون الطبقة المتدينة متقدمة على الجميع في موضوع المطبوعات؟.

هذه وظيفة عامة يجب أن نسعى جميعاً في سبيل تحقيقها جنباً إلى جنب.