متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
الأبواب في مكة في عصر النبوة
الكتاب : مأساة الزهراء عليها السلام .. شبهات وردود ج2    |    القسم : مكتبة رد الشبهات

الفصل الثالث : الأبواب لبيوت مكة والكعبة أعزها الله

------------------------------- ج2 ص 313 -------------------------------

الأبواب في مكة في عصر النبوة :

لقد كانت مكة حرما آمنا : ويبدو أنه لما دخلها النبي ( ص ) في عام الفتح سنة ثمان للهجرة نهى الناس عن اتخاذ الأبواب لبيوتها ، وعمل الناس بمقتضى هذا النهي ، حتى نقضه معاوية . يقول النص :

 1 - عن أبي عبد الله ( ع ) : أن معاوية أول من علق على بابه مصراعين بمكة ، وأول من جعل لدور مكة أبوابا ( 1 ) . والنصوص الدالة على ذلك عديدة ( 2 ) .

 2 - وعنه ( ع ) ، عن أبيه ، عن علي ( ع ) : إن رسول الله ( ص ) نهى أهل مكة أن يؤاجروا دورهم ، وأن يغلقوا عليها بابا . وقال : سواء العاكف فيه والباد . قال : وفعل ذلك أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعلي ( ع ) حتى كان في زمن معاوية ( 3 ) .

 

( 1 ) الكافي : ج 4 ص 243 و 244 ، والوسائل ج 13 ص 267 / 268 ، وتهذيب الأحكام : ج 5 ص 420 .
( 2 ) راجع هذه النصوص في المصادر التالية : وسائل الشيعة : ج 13 ص 268 ، و 269 ، والكافي ج 4 ص 244 ، ومن لا يحضره الفقيه : ج 2 ص 126 ، وعلل الشرائع : ج 396 .
( 3 ) البحار : ج 96 ص 81 ، وقرب الإسناد : ص 108 . ( * )

 
 

- ج2 ص 314 -

الأبواب في مكة قبل الفتح : وتدل النصوص أيضا على أنه قد كان للبيوت أبواب في مكة قبل فتحها في السنة الثامنة للهجرة . ونختار للتدليل على ذلك النصوص التالية :

 1 - عن أم هاني بنت أبي طالب ، قالت : لما كان يوم فتح مكة أجرت رجلين من أحمائي ، فأدخلتهما بيتا ، وأغلقت عليهما بابا ( 1 ) .

 2 - وعن النبي ( ص ) ، أنه قال في فتح مكة : " من دخل دار أبي سفيان ، فهو آمن ، ومن أغلق [ عليه ] بابه فهو آمن ( 2 ) . زاد في حديث آخر قوله : " فغلق الناس أبوابهم " ( 3 ) .

 3 - وحين أرادت قريش قتل النبي : قال أبو طالب لعلي : " يا بني ، اذهب إلى عمك أبي لهب فاستفتح عليه ، فإن فتح لك ، فادخل ، وإن لم يفتح لك فتحامل على الباب فاكسره ، وادخل عليه ، وقل له ، يقول لك أبي : إن امرءا عمه في القوم ليس بذليل .

 

( 1 ) مسند أحمد : ج 6 ص 343 وكنز العمال : ج 8 ص 403 عن ابن أبي شيبة ، وابن جرير .
( 2 ) وحيث أن مصادر ذلك تكاد لا تحصى ، فنحن نقتصر على نموذج منها ، وهي التالية : سنن أبي داود : ج 2 ص 162 ، وتفسير القمي : ج 2 ص 321 ، ومسند أحمد : ج 2 ص 292 ، والوسائل : ج 15 ص 27 ، وتهذيب الأحكام للشيخ الطوسي : ج 4 ص 116 ، و ج 6 ص 137 ، والكافي : ج 5 ص 12 ، الخصال : ج 1 ص 276 ، وصحيح مسلم ( نشر دار إحياء التراث العربي ) : ج 3 ص 1408 ، والبحار : ج 75 ص 169 ، و ج 21 ص 104 و 139 و 117 و 129 و 136 ، ومناقب آل أبي طالب : ج 1 ص 207 .
( 3 ) مسند أحمد : ج 2 ص 538 ، ( ط 1401 ه‍ دار التعارف - بيروت ) ، وصحيح مسلم : ج 3 ص 1406 ، ( نشر دار إحياء التراث العربي ) . ( * )

 
 

- ج2 ص 315 -

قال : فذهب أمير المؤمنين ( ع ) فوجد الباب مغلقا ، فاستفتح ، فلم يفتح له ، فتحامل على الباب فكسره ، ودخل الخ ( 1 ) " .

 4 - وسأل ابن الكواء عليا ( ع ) : أين كنت حيث ذكر الله نبيه وأبا بكر ، * ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه : لا تحزن إن الله معنا ) * ؟ فقال أمير المؤمنين ( ع ) : ويلك يا ابن الكواء ، كنت على فراش رسول الله ( ص ) وقد طرح علي برده . . . إلى أن يقول : وجعلوني في بيت ، واستوثقوا مني ومن الباب بقفل . . إلى أن قال : ثم سمعت صوتا آخر يقول : يا علي ، فإذا بالباب قد تساقط ما عليه ، وفتح ، فقمت وخرجت ( 2 ) .

 5 - وفي احتجاج أمير المؤمنين ( ع ) على اليهود ، ذكر ( ع ) لهم أن مشركي مكة قالوا للنبي ( ص ) : " يا محمد ، ننتظر بك إلى الظهر ، فإن رجعت عن قولك ، وإلا قتلناك ، فدخل النبي ( ص ) في منزله ، فأغلق عليه بابه مغتما لقولهم الخ ( 3 ) .

 6 - وفي حديث الهجرة : " فتح رسول الله الباب وخرج " ( 4 ) .

 

( 1 ) الكافي : ج 8 ص 276 ، و 277 ، والبحار : ج 22 ص 265 و 266 .
( 2 ) خصائص الأئمة للسيد الرضي : ص 58 ( ط سنة 1406 ه‍ . نشر مجمع البحوث الإسلامية - مشهد - ايران ) ، والخرايج والجرايح : ج 1 ص 215 ( ط سنة 1409 ه‍ ، قم ) وفي هامشه عن حلية الأبرار : ج 1 ص 278 ، وعن مدينة المعاجز : ص 76 ، وراجع : البحار : ج 36 ص 43 و 44 و ج 19 ص 76 .
( 3 ) البحار : ج 10 ص 36 ، و ج 18 ص 56 ، والاحتجاج : ج 1 ص 513 ، وعن الخصال .
( 4 ) البحار : ج 19 ص 73 ، والخرايج والجرايح : ج 1 ص 144 . ( * )

 
 

- ج2 ص 316 -

 7 - قصة سواد بن قارب حينما توجه إلى مكة ، وقصد بيت خديجة ، قال : " ثم انتهيت إلى بابها ، فعقلت ناقتي ، ثم ضربت الباب ، فأجابتني . . . إلى أن قال : فسمعته يقول : يا خديجة ، افتحي الباب . ففتحت فدخلت . فرأيت النور في وجهه ساطعا الخ ( 1 ) " .

 8 - وحين عاد النبي ( ص ) من الشام ، حينما ذهب في تجارة لخديجة " قرع الباب ، قالت الجارية : من بالباب ؟ ! قال : أنا محمد ( 2 ) " .

 9 - وفي حديث الحمل بفاطمة ( ع ) حين أمر الله تعالى نبيه باعتزال خديجة أربعين صباحا ، ويكون في بيت فاطمة بنت أسد ، وانتهت المدة ، بعث إليها عمار بن ياسر يقول لها : " لا تظني يا خديجة ، أن انقطاعي عنك . . إلى أن قال : فإذا جنك الليل فأجيفي الباب . . إلى أن يقول : قالت خديجة : وكنت قد ألفت الوحدة ، فكان إذا جنني الليل غطيت رأسي ، وأسجفت ستري ، وغلقت بابي . . إلى أن تقول خديجة : إذ جاء النبي ( ص ) فقرع الباب ، فناديت : من هذا الذي يقرع حلقة لا يقرعها إلا محمد ( ص ) . فنادى النبي ( ص ) بعذوبة كلامه ، وحلاوة منطقه : افتحي يا خديجة فإني محمد . قالت خديجة : فقمت فرحة مستبشرة بالنبي ( ص ) ، وفتحت الباب ( 3 ) الخ . . .

 

( 1 ) البحار : ج 18 ص 98 - 100 و ج 60 ص 106 ، والاختصاص : ص 182 .
( 2 ) البحار : ج 16 ص 49 .
( 3 ) البحار : ج 16 ص 78 و 79 وعوالم العلوم : ج 11 ص 41 . ( * )

 
 

- ج2 ص 317 -

 10 - وفي حديث إسلام عمر ، وذهابه إلى بيت أخته يقول : ذهبت " مغضبا حتى قرعت الباب . . فلما قرعت الباب قيل : من هذا ؟ إلى أن قال : فلما فتحت لي أختي الباب قلت : يا عدوة نفسها . . . " . ثم يستمر في كلامه ، الذي يحوي تعابير كثيرة من هذا القبيل ( 1 ) .

 

( 1 ) راجع كنز العمال : ج 12 ص 547 / 553 و 558 .


 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net