متون الكتب :  
الفهارس :  
أسماء الكتب والمؤلفين :  
دور الفطرة في المعرفة والثقافة والحضارة
الكتاب : العقائد الإسلامية ج1    |    القسم : مكتبة عقائد الشيعة

دور الفطرة في المعرفة والثقافة والحضارة

ـ تفسير نور الثقلين ج 4 ص 175
ـ في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام في الرد على الدهرية :
تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسماؤه به على الاِنسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه ونتيجة فكره ، به يفهم غيره ما في نفسه ، ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشيء ، ولا تفهم عن مخبر شيئاً ، وكذلك الكتابة التي بها تقيد أخبار الماضين للباقين وأخبار الباقين للآتين وبها تجلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ، وبها يحفظ الاِنسان ذكر ما يجري بينه وبين غيره من المعاملات والحساب ، ولولاها لا نقطع أخبار بعض الاَزمنة عن بعض وأخبار الغائبين عن أوطانهم ، ودرست العلوم وضاعت الآداب ، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم ، وما يحتاجون إلى النظر فيه من أمر دينهم وما روي لهم مما لايسعهم جهله .

( 106 )
ولعلك تظن أنها مما يخلص إليه بالحيلة والفطنة ، وليست مما أعطيه الاِنسان من خلقه وطباعه . وكذلك الكلام إنما هو شيء يصطلح عليه الناس فيجري بينهم ، ولهذا صار يختلف في الاَمم المختلفة بألسن مختلفة ، وكذلك الكتابة ككتابة العربي والسرياني والعبراني والرومي وغيرها من ساير الكتابة التي هي متفرقة في الاَمم ، إنما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا على الكلام .
فيقال لمن ادعى ذلك إن الاِنسان وإن كان له في الاَمرين جميعاً فعل أو حيلة ، فإن الشيء الذي يبلغ به ذلك الفعل والحيلة عطية وهبة من الله عز وجل في خلقه ، فإنه لو لم يكن له لسان مهيأ للكلام وذهن يهتدي به للاَمور ، لم يكن ليتكلم أبداً ، ولو لم يكن له كف مهيأة وأصابع للكتابة لم يكن ليكتب أبداً ، واعتبر ذلك من البهائم التي لا كلام لها ولا كتابة . فأصل ذلك فطرة الباري عز وجل ، وما تفضل به على خلقه ، فمن شكر أثيب ، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين .

 شبكة البتول عليها السلام  @ 11-2006  -  www.albatoul.net

إنتاج : الأنوار الخمسة للإستضافة والتصميم @ Anwar5.Net